-->

هل أصبح مستقبل الفيس بوك على المحك؟

هل أصبح مستقبل الفيس بوك على المحك؟

    الفيس بوك هو ذلك الموقع الاشهر بين مواقع التواصل الاجتماعي، حيثُ تجاوز عدد المستخدمين لهُ اكثر من مليار مُستخدم، وكان ذلك العدد في الزيادة، الإ أن تعرض الموقع لتلك الأزمة الأكبر على مر تاريخهُ، والتي كانت بمثابة الضربة الأقوى بالنسبة له، فهل سوف تكون الضربة القاضية ام سوف يستعيد الموقع مكانتهُ مر أخرى؟!.
    منذ ظُهور الفيس بوك وهو في حالة من النجاح المستمر، فلا يوجد فرد الان يدخل إلى مواقع التواصل الاجتماعي الإ وكان الموقع هو وجهتهُ الأولى، بل أن ذلك امتد إلى الشركات التي أصبحت تعتمد على الموقع بشكل كبير جدًا في إعلاناتها.
    وكان الجميع لديهِ ثقة كبيرة في الموقع؛ ويعتقدون أن بيانتهم في سرية تامة، ذلك حتى ظهرت الطامة الكبرى، وانتشار خبر تسرب بيانات 50 مليون مواطن مُستخدمين للفيس بوك، بل واستخدام تلك البيانات لأغراض سياسية.
    فما حقيقة ذلك الخبر؟ وما هو رد مارك على ذلك؟ وهل كان لهُ تأثير على أسهم الشركة؟ هذا ما سوف نتعرف عليهِ معًا من خلال هذا المقال، والذي يكشف الستار عن كل شيء، ويُقدم لكم الحقيقة كاملة.
    تعرضت منصة التواصل الاجتماعي الأشهر "الفيس بوك" إلى اتهامه بتسريب بيانات ما يَقرُب من خمسين مليون مُستخدم لهُ، واستخدام تلك البيانات لأغراض سياسية، وبالأخص في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016م، وتلك تُعتبر المشكلة الأكبر التي واجهها التطبيق مُنذ ظهورهُ، حيثُ  إنها زعزعت من ثقة المستخدمين في التطبيق، وفي مدى الحفاظ على البيانات الخاصة بهمِ، فضلًا عن الخسائر المالية التي تكبدها الفيس بوك جراء انتشار ذلك الخبر.
    وحقيقة الأمر أن هُناك أحد الباحثين الأمريكيين الذي يَعمل في جامعة كامبريدج، استطاع إنشاء وتصميم تطبيق أشبه بالاختراق للفيس بوك،  تمكن من خلاله تجميع بيانات المُستخدمين، وذلك بداية من عام 2014م، فتمكن من جمع بيانات أكثر من 50 مليون مُستخدم للتطبيق، ثُم بعد ذلك قام الباحث بإعطاء البيانات إلى أحدى الشركات البريطانية، وهي شركة " كامبريدج اناليتيكا" البريطانية، والتي ظلت محتفظة بها حتى جاء وقت استخدام تلك البيانات حينما جاء وقت انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة في عام 2016م.
    فوفقًا لما صرح بهٍ أحدى خبراء تحليل البيانات الموجودين بالشركة، أن مُستشار الرئيس الأمريكي الحالي " ترامب" قام بتحديد هوية المُستخدمين الأمريكيين، وذلك عبر تطبيق قامت الشركة بتطويرهُ يُساعد على تحديد الاتجاه السياسي لذلك الُمستخدم الذي تم الحصول على بياناتهُ، وبعد ذلك تم التواصل معهم عن طريق رسائل وإعلانات  موجهة، وهو ما لعب بكل تأكيد دور كبير في الانتخابات، وفي حسم نتيجتها لصالح ترامب ضد هنري كلنتون.

    قام مارك مؤسس الفيس بوك بالاعتراف أن التسريب قد حدث بالفعل، وذلك عبر حسابهُ الرسمي على الفيس بوك، ولكنهُ في نفس الوقت لم يقوم بالاعتذار.
    كما أكد أن الموقع بالفعل يقوم بعمل نسخ لكافة الرسائل التي تدور بين الأفراد المستخدمين لهُ، وذلك يكون بدافع الحماية من تلك الصور الغير لائقة، والمواقع الإباحية، كما يعتبرها سياسة لحماية الأطفال من المخاطر التي قد يتعرضوا لها.
    ونظرًا لخطورة ما حدثَ فأنه سوف يتم استدعاء مارك حتى يُدلي بشهادتهُ أمام الكونجرس الأمريكي يوم الأربعاء القادم، وقد عقب مارك على ذلك، بأنه سوف يقوم بالذهاب وقول الحقيقة كاملة.
    وفي عقب تلك الأزمة، قامت إدارة الفيس بوك بعمل تعديل في كافة السياسات الخاصة بها، والتي تخص المجال السياسي بشكل أكبر.
    حيثُ فرض العديد من الإجراءات الجديدة التي سوف يتم تطبيقها على الأفراد الراغبين في نشر أي أعلان سياسي على الفيس بوك، كما تم التواصل مع كافة مُديري الصفحات الكبيرة، وتم الزامها باستخدام العلامة الزرقاء، بجانب عدد من الخطوات الأخرى التي يتم اتباعها للتأكد من هوية المستخدم.
    ومن ناحية أخرى قام الفيس بوك بحذف العديد من الحسابات الشخصية الوهمية، والتي تجاوز عددها عدة الالف.
    والجميع الان في انتظار شهادة مارك، والتي سوف يتم عقدها في 11 أبريل الجاري.




    تتسم شركة الفيس بوك بكبر حجم أسهمهما المطروحة، والتي كانت دائمًا تسير في مسار تصاعدي، وذلك مُنذ بداية عام 2012م، حيثُ كانت القيمة الإجمالية لكافة أسهم الشركة تتجاوز مائة مليار دولار أمريكي، وكان السهم حينها يُسجل ثمانية وثلاثون دولار، وبفضل ما تحققهُ الشركة من نجاح، وما حققهُ موقع الفيس بوك من نجاح كبير، بل تربع فوق عرش كافة وسائل التواصل الاجتماعي؛ زادت الثقة بها من قَبِل المساهمين، وارتفعت قيمة سهم شركة الفيس بوك ليصل إلى 190 دولار/سهم.
    ولم تتعرض الشركة مُنذ ذلك الوقت حتى الان إلى صدمة حقيقة مثل تلك الأخيرة، الخاصة بتسريب البيانات، حيثُ أظهرت اثرها بشدة على الاسهم، فقد هرع المُساهمين إلى بيع أسهمهم في الشركة، وهو ما رفع من المعروض من السهم، وسبب هبوطهُ، حتى وقف عند مستوى أقل من مائة وستون دولار/سهم، فتكبدت الشركة خسائر طائلة.
    ووصل حجم الخسائر إلى 122 دولار أمريكي، ولم تقف عند ذلك الحد، بل يستمر السهم في الانخفاض عقب كل جلسة، وعند مقارنة قيمة السهم الان، بأعلى قيمة لهُ والتي سجلها في أول فبراير الماضي، نجد أنه فقد أكثر من 22% من قيمتهُ السوقية وذلك خلال شهرين.
    وهذه الخسائر تُعتبر قليلة نسبيًا مع تلك التي من المتوقع أن تتحملها الشركة، حيثُ يوجد عقد وإقرار موقع من قبل شركة الفيس بوك للجنة التجارية الفيدرالية، ينص على عدم قيام الشركة باستخدام بيانات المُستخدمين مع أي جهة أخرى، دون إعلامهم، كما أن الشركة تتكفل بكافة الإجراءات التي من شأنها أن تًحمي بيانات وخصوصية مُستخدمي التطبيق، وفي حالة عدم المخالفة سوف تلتزم بدفع 40 ألف دولار أمريكي مقابل كل مخالفة، ومنذ حدوث تلك اللازمة قامت لجنة التجارة الفيدرالية بالتأكيد أنها سوف تأخذ الإجراءات كاملة ضد الشركة، حيثُ إنها فشلت في الالتزام بوعودها للمستخدمين، ولم تستطع حماية بيانتهم أو احترام خصوصيتهم.
    وصف البعض ما حدث بأنه لحظة تبصير للجمهور، وانتشرت حملة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي كلها تطلب من المستخدمين حذف الفيس بوك، وبالفعل قام عدد كبير من المستخدمين بحذف حسابتهم من على  الموقع، وحذف التطبيق بشكل نهائي من أجهزتهم، ولم يقف الموقف عند ذلك الحد، بل أن الشركات هي التي تأثرت بشكل أكبر من ذلك الخبر.
    حيث قامت بعض الشركات التي تستخدم الفيس بوك كوسيلة لإعانتها بوقف تلك الإعلانات؛ وذلك مثل شركة موزيلا، وكذلك كميرز بنك، كما قام بعض رجال الأعمال بإلغاء حسابتهم على الموقع وذلك مثل اليون ماسك، وكذلك مؤسس شركة تسلا للسيارات الكهربائية وغيرهم الكثيرون.
    وقد عقب البعض بأن ذلك الانسحاب، وخوف الفيس بوك من فُقدانهُ للإعلانات سوف يكون الدافع الأكبر حتى يقوم بتغيير كافة تفاصيل سياسة البيانات، ويوفر لها المزيد من الحماية.
    أصبح الان كل مستخدم للموقع لديهِ هاجس بأن بياناتهُ مخترقة من قبل الموقع، ومن حُسن الحظ أنه  يمكن التحكم ومنع ذلك من خلال خطوات بسيطة، وهي الدخول إلى إعدادات الهاتف الذكي، ثم الانتقال إلى التطبيقات، وبعدها اختيار الفيس بوك، ثُم الأذونات، وبعدها التأكد من عدم تحديد اذونات الهاتف والرسائل القصيرة.

    مدون
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مصر الان .

    إرسال تعليق